متلازمة غيلان باريه

متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome - GBS) اضطراب مناعي ذاتي نادر يُلحِق به جهاز المناعة الضّرر في الأعصاب، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف العضلات والشلل في بعض الأحيان، ويمكن أن تُسبب متلازمة غيلان باريه أعراضًا تستمر من بضعة أسابيع إلى عدة سنوات، ويتعافى معظم الأشخاص المصابين بها تمامًا، ومع ذلك يعاني البعض الآخر من تلفٍ دائمٍ في الأعصاب، بالإضافة إلى تسجيل بعض الوفيات.[١]


ما مدى شيوع متلازمة غيلان باريه؟

كما أسلفنا الذكر فإن متلازمة غيلان باريه اضطراب نادر؛ إذ تؤثر في حوالي 1 من كل 100,000 شخص فقط، ووِفقًا لمراكز السّيطرة على الأمراض والوِقاية منها (CDC)، فإنّ ما يُقدّر بنحو 3000 - 6000 شخص يصابون بها سنويًا في الولايات المتحدة.[١]


أنواع متلازمة غيلان باريه

لمتلازمة غيلان باريه أنواعًا متعددة، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٢]

  • اعتلال الجذور والأعصاب الالتهابي الحاد المزيل للميالين: (Acute Inflammatory Demyelinating Polyradiculoneuropathy - AIDP)، هو النوع الأكثر شيوعًا من متلازمة غيلان باريه، وعادةً ما يبدأ الضعف في الجزء السفلي من الجسم، ويتحرك تدريجياً إلى الأعلى ليؤثر في مناطق أخرى.
  • متلازمة ميلر فيشر: (Miller Fisher Syndrome - MFS)، هي مرض عصبي مُكتسب ومُتغير من متلازمة غيلان باريه، وتُمثل ما نسبته 5 - 10% من إجمالي الحالات، ويمكن أن تُسبب مشاكل في المشي والتوازن، كما تؤثر في عضلات العين وردود فعل الأوتار.
  • الاعتلال العصبي المحوري الحركي الحاد: (Acute Motor Axonal Neuropathy - AMAN)، نوعًا نادرًا من متلازمة غيلان باريه يُسبب ضعفًا مفاجئًا في الأطراف، وأحيانًا صعوبة في التنفس، وقد يؤثر في أعصاب الرأس أيضًا.
  • الاعتلال العصبي المحوري الحسي الحركي الحاد: (Acute Motor Sensory Axonal Neuropathy - AMSAN)، نوعًا نادرًا أيضًا من متلازمة غيلان باريه، ويبدأ بإحداث تغيّرات حسية كالوخز أو التنميل.




تبدأ بعض الأنواع بشكل أبطأ وتنطوي على أعراض مستمرة، فمثلًا قد تتكرر فترات الضعف على مدى عدد من السنوات، وقد يؤثر الضعف في عدة عضلات في منطقة معينة من أحد الذراعين أو الساقين أو كليهما.




أعراض وعلامات متلازمة غيلان باريه

تشمل أعراض وعلامات متلازمة غيلان باريه كلًا مما يلي:

  • ضعف العضلات، وشلل يُصيب جانبيّ الجسم.[٣]
  • آلام أو تقلّصات في العضلات، وقد تكون أسوأ في الليل.[٤][٣]
  • حركات متشنجة وغير متناسقة.[٣]
  • خدر أو تنميل.[٣]
  • عدم ثبات المشي، أو عدم القدرة على المشي أو صعود السلالم.[٤]
  • صعوبة في حركات الوجه كالكلام، والمضغ، والبلع.[٤]
  • ازدواج الرؤية، أو عدم القدرة على تحريك العينين.[٤]
  • صعوبة التحكم في المثانة أو وظيفة الأمعاء.[٤]
  • سرعة نبضات القلب.[٤]
  • ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم.[٤]
  • أحاسيس غريبة كالاهتزازات أو الطنين تحت الجلد.[٣]
  • الدوخة.[٣]
  • مشاكل في التنفس.[٣]




تبدأ الأعراض عادةً في القدمين أو الساقين وتنتقل تدريجيًا في الجسم، وفي بعض الأحيان تبدأ في الذراعين وتنتقل للأسفل، وقد يستغرق ظهورها من بضعة أيام إلى أسابيع، وبعد أن تبقى الأعراض ثابتة وتصل إلى ذروتها لفترةٍ قصيرةٍ يبدأ الشخص المصاب بالتعافي، والذي قد يستغرق من 6 أشهر إلى سنتين أو أكثر.




أسباب الإصابة بمتلازمة غيلان باريه

لا يزال السبب الكامن وراء الإصابة بمتلازمة غيلان باريه مجهولًا؛ إذ لا يعرف الباحثون لماذا تُصيب بعض الأشخاص دون غيرهم، علمًا أنها ليست حالة مُعدية أو وراثية، ووفقًا لما ورد عن بعض الباحثين وما دُوّن في المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) نُبيّن الشّرح الآتي:[٥]

  • يبدأ جهاز المناعة للشخص المصاب بمهاجمة الجسم نفسه، ويُعتقد في بعض الحالات أن هذا الهجوم المناعي يبدأ لمحاربة العدوى، وأن بعض المواد الكيميائية الموجودة في البكتيريا والفيروسات المصابة تشبه تلك الموجودة على الخلايا العصبية، والتي بدورها تصبح أيضًا أهدافًا للهجوم.
  • نظرًا لأن جهاز المناعة للجسم يتسبب في إلحاق الضرر بنفسه فقد صُنّفت المتلازمة على أنها أحد أمراض المناعة الذاتية، وعادةً ما يستخدم جهاز المناعة الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء لمكافحة الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات، أما في متلازمة غيلان باريه يُهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ الأعصاب السليمة.
  • عادةً ما تبدأ معظم الحالات بعد أيام أو أسابيع قليلة بعد الإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، ومن حينٍ لآخر ستؤدي الجراحة إلى تحفيز ظهور المتلازمة، وفي حالات نادرة قد تزيد اللقاحات من خطر الإصابة بالمتلازمة أيضًا.
  • في الآونة الأخيرة أبلغت بعض البلدان في جميع أنحاء العالم عن زيادة حالات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه بعد الإصابة بفيروس زيكا (Zika Virus).


عوامل تزيد من فُرص الإصابة

في الواقع يمكن أن تؤثر متلازمة غيلان باريه في جميع الفئات العمرية، ولكن الخطر يزيد مع التقدم في السن، كما أنها أكثر شيوعًا عند الذكور منه عند الإناث، ومن عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة بمتلازمة غيلان باريه ما يلي:[٤]

  • الإصابة ببكتيريا العطيفة (Campylobacter)؛ وهي نوع من البكتيريا توجد غالبًا في الدواجن غير المطبوخة جيدًا.
  • الإصابة بفيروس الإنفلونزا.
  • الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus).
  • الإصابة بفيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr Virus).
  • الإصابة بفيروس زيكا.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، ب، ج، هـ.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المُسبب لمرض الإيدز (AIDS).
  • الإصابة ببكتيريا المفطورة الرئوية (Mycoplasma Pneumonia).
  • الجراحة.
  • هودجيكين سرطان الغدد الليمفاوية (Hodgkin's Lymphoma).
  • في حالات نادرة لقاحات الأنفلونزا أو لقاحات الطفولة الأُخرى.
  • فيروس كوفيد-19 (COVID-19 Virus).


تشخيص متلازمة غيلان باريه

نظرًا لقلة الأعراض والعلامات الدالة على الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، فقد يكون من الصعب تشخيصها في مراحلها الأولى، وفيما يلي بيانًا للاختبارات التي يستخدمها الطبيب لتشخيص متلازمة غيلان باريه:[٦]

  • البزل الشوكي أو القطني: (Spinal Tap - Lumbar Puncture)، خلاله يضع الطبيب إبرة خاصة في أسفل الظهر تحديدًا في القناة الشوكية؛ وهي المنطقة المحيطة بالنخاع الشوكي، ثم يقيس الضغط في القناة الشوكية والدماغ، ويمكن إزالة كمية صغيرة من السائل الدماغي النخاعي وإرسالها للمختبر لفحصها ومعرفة ما إذا كانت هناك عدوى أو مشاكل أخرى.
  • اختبارات التشخيص الكهربائية: تشمل تخطيط كهربية العضل (Electromyography - EMG) وسرعة التوصيل العصبي (Nerve Conduction Velocity - NCV)، وتهدف هذه الاختبارات إلى تقييم وتشخيص اضطرابات العضلات والخلايا العصبية الحركية، وتُجرى من خلال إدخال أقطاب كهربائية في العضلة، أو وضعها على الجلد الذي يُغطي العضلات لتسجيل النشاط الكهربائي واستجابة العضلات.


طرق علاج متلازمة غيلان باريه

غالبًا ما تتطور أعراض متلازمة غيلان باريه سريعًا، مما يتطلب دخول المستشفى لتلقي العلاج الفوري، وهناك نوعان من العلاجات التي قد تساعد على تسريع الشفاء منها هما:[٧]

  • العلاج بالغلوبيولين المناعي الوريدي: (Intravenous Immunoglobulin Therapy - IVIG): يُحقن المصاب بالأجسام المضادة المسؤولة عن محاربة الأمراض بعد جمعها من متبرعين أصحاء، ويساعد ذلك على تهدئة هجوم جهاز المناعة على الأعصاب وإلحاق الضرر بها.
  • تبادل البلازما: (Plasma Exchange)، وهي إجراء يتضمن تصفية الجزء السائل من الدم المعروف بالبلازما لإزالة الأجسام المضادة التي تهاجم الأعصاب منه، ثم إعادة البلازما النظيفة إلى الجسم مرةً أخرى، ويساعد هذا الإجراء أيضًا على إيقاف هجوم جهاز المناعة على الأعصاب.


دواعي مُراجعة الطّبيب

يوصى بمراجعة طبيب عام إذا ظهرت أيًا من الأعراض المُبكرة لمتلازمة غيلان باريه كالتنميل أو الضعف، بينما يجب طلب المساعدة الطبية الفورية أو الذهاب إلى أقرب قسم للطوارئ إذا واجه المصاب أيًا من المشاكل التالية:[٨]

  • صعوبة في التنفس، أو البلع، أو الكلام.
  • عدم القدرة على تحريك الأطراف أو الوجه.




الحالات الطبية المذكورة أعلاه طارئة، ويحتاج المصاب بها إلى الفحص في المستشفى في أسرع وقتٍ ممكن.



المراجع

  1. ^ أ ب "Guillain-Barré Syndrome", cdc, 20/12/2019, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  2. Tim Newman (15/7/2021), "What to know about Guillain-Barré syndrome", medicalnewstoday, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Guillain-Barré syndrome", betterhealth, 31/5/2014, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Guillain-Barre syndrome", mayoclinic, 23/7/2021, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  5. "Guillain-Barré Syndrome Fact Sheet", National Institute of Neurological Disorders and Stroke, 16/3/2020, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  6. "Guillain-Barré Syndrome", hopkinsmedicine, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  7. "Guillain-Barré Syndrome", clevelandclinic, 13/1/2021, Retrieved 27/10/2021. Edited.
  8. "Overview -Guillain-Barré syndrome", nhs, 6/2/2020, Retrieved 27/10/2021. Edited.