المتلازمة الكلوية أو المتلازمة الكلائية هي نوع من أمراض الكلى التي تُسبب إفراز الكثير من البروتين في البول، وبالتالي يؤدي إلى تجمع السوائل وحدوث تورّم وانتفاخ مناطق مختلفة من الجسم، حيث تدل المتلازمة الكلوية على أن الكليتين لا تعملان بالشكل الصحيح، ونتيجة لذلك فإن الشخص قد يعاني من ارتفاع في مستوى الكوليستيرول إلى جانب البروتين في الدم والبول.[١][٢]



لا تعتبر المتلازمة الكلوية مرضاً بحد ذاتها، ولكن هي تحذير من وجود خلل ما في وظيفة الكلى، قد يؤدي استمرارها دون علاج إلى الفشل الكلوي، لذلك من الضروري معرفة الخلل وعلاجه في أسرع وقت ممكن.




أعراض المتلازمة الكلوية

تظهر على مريض المتلازمة الكلوية مجموعة من الأعراض على شكل نوبات، تختفي تارة، وتظهر تارة أخرى، وبشكل عام فإن أعراض المتلازمة تقل حدتها مع التقدم في العمر إن تم السيطرة عليها، ومن أبرز الأعراض ما يلي:[٣][٤]

  • انتفاخ وتورم في أنحاء مختلفة من الجسم بسبب تجمع السوائل، خصوصاً حول العينين، أو الساقين، أو الكاحلين، أو أسفل البطن.
  • خروج البول الرغوي بسبب زيادة كمية البروتين في البول.
  • زيادة الوزن بسبب تجمع السوائل.
  • التعب والإرهاق.
  • فقدان الشهية.



قد يلاحظ المصابون بالمتلازمة الكلوية لأول مرة تورماً في أرجلهم بعد الوقوف لفترات طويلة، أو انتفاخ حول أعينهم بعد الاستيقاظ، ولكن مع تقدم الحالة قد يلاحظ الشخص انتفاخ بشكل مستمر في ساقيه أو أجزاء أخرى من الجسم.




أسباب الإصابة بالمتلازمة الكلوية

يعود السبب الرئيسي للإصابة بالمتلازمة الكلوية إلى التهاب كبيبات الكلى، والكبيبات هي عبارة عن مجموعة من الأوعية الدموية التي تعمل على ترشيح الدم من الفضلات، والسوائل الزائدة، ومن ثم إرسالها إلى المثانة على شكل بول،[٢] وهي التي تحافظ على توازن البروتين في الجسم كذلك، أي أن حدوث أي خلل فيها قد يؤدي إلى تسريب البروتين إلى البول،[٥] وفيما يلي توضيحا للأسباب الشائعة التي تؤدي إلى خلل في وظيفة كبيبات الكلى في كلًا من الأطفال والبالغين، وهي:[٦]

  • الأسباب الشائعة عند الأطفال: يعد داء التبدل الطفيف (Minimal change disease) أشهرها، ويعتبر السبب الرئيسي للمتلازمة الكلوية عند الأطفال، حيث يسبب خللا في وظائف الكلى، إلا أنه عند فحص خلايا ونسيج الكلية تظهر طبيعية تحت المجهر، وليس له سبب واضح حتى الآن.
  • الأسباب الشائعة عند البالغين: هناك أسباب عديدة عند البالغين، ومنها:[٧][٦]
  • تصلب الكبيبات، حيث تظهر ندب داخل الكلية، نتيجة لأمراض أخرى، أو كنتيجة لتناول بعض الأدوية.
  • التهاب كبيبات الكلى الغشائي، حيث يظهر اضطراب وظيفة الكلية نتيجة تضخم غشاء الكبيبات.
  • مرض السكري.
  • الذئبة.
  • فقر الدم المنجلي.
  • الإيدز.
  • التهاب الكبد الوبائي نوع ب أو ج.
  • الملاريا.



تصيب المتلازمة الكلوية الأشخاص في أي عمر، إلا أنه عادةً ما يتم تشخيصها عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2-5 سنوات، كما أن هذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث.




تشخيص المتلازمة الكلوية

يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة الكلوية عن طريق الإجراءات التالية:[٨]

  • فحص البول: يتم إجراء فحص البول لقياس كمية البروتين التي يتم تنقيتها من الكلية وترشيحها في البول.
  • فحص الدم: يساعد فحص الدم على التأكد من وظائف الكلى لدى المريض، ويتم من خلاله الكشف عن الأمراض الأخرى التي تسبب المتلازمة الكلوية مثل مرض السكري.
  • خزعة الكلى: في بعض الأحيان قد يتم اللجوء لأخذ عينة من أنسجة الكلى وتحليلها تحت المجهر.
  • التصوير بالأشعة فوق الصوتية أو السونار: يمكن أن يكشف هذا الفحص عن أسباب أخرى للأعراض التي تظهر على المريض.[١]


علاج المتلازمة الكلوية

يعتمد علاج المتلازمة الكلوية على تحديد الأسباب التي أدت إلى حدوثها ومعالجتها، ومن أهم أساسيات العلاج التحكم في ضغط الدم، والكوليسترول، وتقليل البروتين في الدم،[٩] ويتم ذلك عن طريق العلاج الدوائي، بالإضافة للتعديل على النظام الغذائي للشخص، وفيما يلي شرحا بسيطا عن ذلك:


العلاجات الدوائية

من الأدوية المستخدمة في علاج المتلازمة الكلوية ما يلي:[١٠]

  • أدوية ارتفاع ضغط الدم: مثل مثبطات إنزيم الأنجيوتنسين (ACE)، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs)، تعمل هذه الأدوية على خفض ضغط الدم، ويمكن استخدامها مع مرضى السكري لتقليل إفراز البروتين في البول.
  • الكورتيزون: تقلل هذه الأدوية من الالتهابات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة الكلوية، كما تعمل على منع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة السليمة.
  • مدرات البول: وتعمل على التقليل من احتباس السوائل في الجسم.
  • أدوية لخفض الكولسترول: تستخدم هذه الأدوية لخفض مستوى كولسترول الدم ومستويات الدهون الثلاثية في حال كانت مرتفعة.
  • مميعات الدم: وتستخدم للتقليل من فرصة حدوث الجلطات الدموية.


الحمية الغذائية

يساعد اتباع نظام غذائي صحي على منع حدوث المضاعفات الخطيرة التي قد تحتاج إلى غسيل الكلى، لذلك يُنصح باتباع الإرشادات التالية فيما يتعلق بالنظام الغذائي، وذلك بعد استشارة الطبيب:[١٠][١١]

  • تجنب إضافة ملح الطعام إلى طعامك، وذلك للتقليل من احتمال احتباس السوائل في الجسم، بحيث لا يتجاوز 1.5-2 غرام من ملح الصوديوم في اليوم، وحاول أن تستبدل الأطعمة عالية الملح بأخرى أقل منها، مثلا:
  • تناول اللحوم والخضراوات الطازجة، بدلا من تلك المعلبة.
  • تناول الجبنة البيضاء، والطازجة، بدلا من تناول أنواع الجبن المصنعة، وجبنة الدهن.
  • قلل من كمية الدهون والكوليسترول في النظام الغذائي، واختر مصادر بروتينات قليلة الدهون، مثل الأسماك، والبقوليات.
  • قم بتحضير وجباتك في المنزل، وابتعد عن تناول الأطعمة الجاهزة.


غسيل الكلى

يمكن اللجوء إلى خيار غسيل الكلى في الحالات القصوى، وذلك لإزالة السوائل الزائدة والسموم، حيث تصبح الكلى غير قادرة على أداء وظيفتها في ترشيح الدم.[١٠]


الأسئلة الشائعة


هل يشفى مريض المتلازمة الكلوية؟

للأسف لا يوجد علاج للمتلازمة الكلوية في الوقت الحالي، ولكن تساعد الأدوية التي يصفها الطبيب على منع تطور المرض، والتحكم بالأعراض وتقليلها، ومنع حدوث المزيد من الضرر للكلى.[١٢]


هل يحتاج مريض المتلازمة الكلوية لزراعة الكلى؟

قد يحتاج مريض المتلازمة الكلوية لزراعة الكلى في حال تعرضت الكلية لضرر شديد ومزمن، بحيث لا تتمكن من أداء وظيفتها، ويخضع المريض للزراعة بعد تقييم الطبيب لحالته الصحية، والتأكد من توفر متبرع، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.[٧]


كيف تؤثر المتلازمة الكلوية في حياة الفرد؟

على الرغم من أن المتلازمة الكلوية يمكن أن تتطور ليظهر على المريض أعراض أكثر شدة، إلا أن معظم المرضى الذين يتلقون العلاج يظهرون استجابة، وتحسناً في الأعراض، لكن من الجدير ذكره أن مدة الاستجابة تتفاوت بين المرضى، فقد يستجيب المريض للعلاج في غضون أيام قليلة، أو قد يستغرق ذلك عدة أسابيع أو حتى أشهر، وذلك بالاعتماد على المسبب.[١٣]



إن الالتزام بالعلاج والحمية الغذائية سوف يساعد المريض على العودة لحياته الطبيعية وممارسة الأنشطة اليومية مثل الدراسة والذهاب إلى العمل وقيادة السيارة وغيرها.



المراجع

  1. ^ أ ب "Nephrotic Syndrome", healthlinkbc, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Nephrotic syndrome - causes, symptoms, treatment", southerncross, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  3. "Nephrotic Syndrome in Adults", nih, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  4. "What is nephrotic syndrome?", medicalnewstoday, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  5. "Nephrotic Syndrome", hopkinsmedicine, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Nephrotic syndrome in children", nhs, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Nephrotic syndrome", mayoclinic, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  8. "What Is Nephrotic Syndrome?", webmd, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  9. " Nephrotic Syndrome", uclahealth, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Nephrotic Syndrome", rochester, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  11. "Nutrition and Nephrotic Syndrome ", stanfordchildrens, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  12. "Nephrotic Syndrome: Treatments, Causes, & Symptoms", kidneyfund, Retrieved 29/11/2021. Edited.
  13. "Nephrotic Syndrome in Adults", nstrust, Retrieved 3/11/2021. Edited.