متلازمة أسبرجر أخف أشكال طيف التوحد، حيث يتسم مصابوها بصعوبة تواصلهم اجتماعياً، والانخراط مع الآخرين، ومن بعض التصرفات المتكررة بشكل قسري، فما هي صفات مصاب متلازمة أسبرجر؟ وما الأسباب المؤدية للإصابة؟ وهل يوجد علاج لها؟[١]
صفات متلازمة أسبرجر
تتنوع صفات متلازمة أسبرجر من شخص لآخر، وتختلف من حيث توقيت ظهورها، حيث يتم تشخيص معظم الحالات بين سن 5-9 سنوات، وبعضها يتم تشخيصه مبكرًا في سن 3 سنوات،[٢] وتتضمن صفات متلازمة أسبرجر ما يلي:[٣]
الاضطرابات الاجتماعية
يعاني الشخص المصاب بمتلازمة أسبرجر من عدة اضطرابات اجتماعية تؤثر على تفاعله مع المجتمع المحيط به، ومن أهم هذه الصفات والأعراض نذكر ما يلي:[٣][٤]
- التصرف بسلوكيات غريبة قد لا تكون لائقة أحيانًا.
- إيجاد صعوبة في تفسير تصرفات الآخرين، كتمييز السخرية أو المزاح من الجد.
- تفضيل العزلة على التفاعل مع الآخرين.
- إيجاد صعوبة في تكوين صداقات، أو الحفاظ عليها، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
- انخفاض القدرة على التواصل البصري، أو بالمقابل التحديق في الأشخاص.
- التفسير الحرفي لجميع المعلومات التي يتلقاها.
- اتباع روتين واحد والالتزام بالأوقات بشكل صارم.
- الميل للأحاديث التي تتعلق بالتحدث عن الذات.
ليس بالضرورة أن تظهر هذه الأعراض على جميع المصابين، وأحيانا قد يفسر بعض الأشخاص تصرفات الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر على أنها سلوكيات فظة، كما أن المصابين لا يميزون فيما إذا كان من حولهم مُستاؤون من تصرفاتهم أم لا، كونهم لا يعرفون الإيماءات الاجتماعية التي قد تظهر على المحيطين بهم.
اضطرابات اللغة والكلام
عادةً لا يحدث تأخر في النطق لدى الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر، لكن توجد لديهم سمات أو طريقة كلام تميزهم عن غيرهم على النحو الآتي:[٥]
- طريقة الكلام مختلفة عن معتادة.
- افتقار الكلام إلى الإيقاع.
- التحدث بطريقة رسمية.
- التحدث بنبرة صوت عالية.
- فقدان القدرة على النقاش، والأخذ، والعطاء خلال المحادثات.
اضطرابات السلوك المعرفي
يتراوح مستوى ذكاء الأطفال والبالغين المصابين بمتلازمة أسبرجر ما بين الذكاء الطبيعي، والذكاء الأعلى من المتوسط، لذا قد يتفوق هؤلاء أكاديميًا، أما
أبرز صفاتهم السلوكية المعرفية تتضمن ما يأتي:[٦]
- القدرة على فهم المعلومات سواء التقنية أو العلمية البحتة.
- الامتياز بذاكرة ممتازة والحفظ عن ظهر قلب.
- وجود مشاكل في استيعاب المعلومات المختصرة.
- التركيز على التفاصيل، مما يؤدي إلى فقدانهم الموضوع الرئيسي.
قد يواجه بعض المصابين بمتلازمة أسبرجر صعوبات في التركيز، وصعوبات في التعلم، مما يؤثر على مهاراتهم في القراءة، أو الكتابة، أو الرياضيات، ويعتبر هؤلاء فئة قليلة منهم.
صفات المتلازمة الجسدية
تظهر على الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر بعض الأعراض الجسدية، أشهرها عدم القدرة على تنسيق الحركات أو إتقانها، فمثلا، يمكن أن يواجهوا مشكلة في الأنشطة البسيطة مثل إمساك الكرة أو التأرجح على القضبان في الحديقة، وتأخر ظهور المهارات الحركية، بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى، وهي:[٤]
- إصدار حركات قد تكون محرجة.
- الحساسية تجاه الإزعاج والأصوات المرتفعة.
- الحساسية تجاه بعض الروائح، أو الملابس، أو شكل الطعام.
نقاط قوة المصاب بالمتلازمة
توجد لدى المصابين بمتلازمة أسبرجر بعض الصفات التي تعتبر أحد حسنات أو مميزات هذه المتلازمة، وهي كما يلي:[٧][١]
- القدرة على التركيز.
- المثابرة الملحوظة.
- الانتباه للتفاصيل.
- القدرة على التعرف على الأنماط المتشابهة.
- نجاحهم بشكل واضح في حل المشكلات.
الانتكاسة عند مصاب متلازمة أسبرجر
وتعني الانتكاسة أن يعاني المصاب من الانهيار لأسباب عاطفية، فهم غير قادرين على التفكير العقلاني، وغير قادرين على التعبير عما بداخلهم، لذا فقد يفقد الطفل المصاب انضباطه وهدوءه، ويدخل في نوبة يبدأ فيها بالصراخ، أو الشتم، أو رمي الأشياء من حوله، وربما يضرب نفسه أو من حوله، وقد تستمر هذه الحالة لعدة دقائق، وقد تصل إلى ساعات.[٨]
معاناة طفل متلازمة أسبرجر
بسبب صعوبة تكوين الصداقات، والحفاظ عليها، يعاني الأطفال المصابون من الوحدة، والاكتئاب، لذا يمكن مساعدتهم في التخلص من هذا الشعور من خلال تعاون العائلة أو الشخص المسؤول عنهم معهم، وفيما يلي بعض الطرق العلاجية السلوكية التي تساعد الوالدين في حل هذه المشكلة، وذلك من خلال ما يلي:[٩][١٠]
- تدريب الطفل على لغة الجسد: إذ يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة أسبرغر من صعوبة تفسير الإيماءات وتعابير الوجه، لذا يمكن شرح هذه التعابير للطفل وتعليمه معناها، حتى يسهل عليه التواصل من الآخرين.
- تدريب الطفل على المحادثات: من خلال تدريبه على بدء المحادثة مع الآخرين أو الاستمرار فيها، خاصةً أن محاور اهتمامهم تتركز في نقطة واحدة، لذا يساعد تدريبهم في تمكينهم من تكوين صداقات مع الآخرين، بالإضافة إلى تعليمه التحكم في طبقة الصوت وتعديلها.
- دمج الطفل في الأحداث الاجتماعية: خاصّةً أن الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرغر يميلون إلى العزلة، لذا يجب العمل على دمجهم في المجتمع لتطوير قدراتهم عل التواصل، وبالتالي تكوين صداقات جديدة دائمة.
- تطوير حس الإيجابية لدى الطفل: لأن مساعدة الطفل في تكوين نظرة إيجابية عن نفسه يمنحه الشعور بالثقة واحترام الذات، وبالتالي يزيد من رغبته في الانخراط في المجتمع.
علاج البالغين المصابين بالمتلازمة
لا يوجد علاج جذري لمتلازمة أسبرجر، ولكن يمكن أن تُساعد الإجراءات التالية البالغين المصابين بها على التأقلم مع الأعراض، وتخفيفها، وهي كما يلي:[١٠]
- العلاج السلوكي: يساعد المعالج على تحسين الاضطرابات السلوكية، مثل العزلة الاجتماعية والقلق، كما يمكنه أيضًا المساعدة في تعلم مهارات اجتماعية بهدف جعل التعامل مع الآخرين أسهل وأقل إحباطًا.
- العلاج المهني: يمكن لمعظم المصابين الاحتفاظ بوظائف ناجحة بدوام كامل، ومع ذلك، قد يواجه بعضهم صعوبات تتعلق بالوظيفة، وهنا يمكن أن يساعد المعالج في إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها المصاب في العمل، ليمكنه من الاستمرار في النجاح.
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية الموصوفة لعلاج الأعراض الفردية، مثل القلق أو فرط النشاط، قد يصف بعض الأطباء أيضًا بعض الأدوية المتعلقة بالاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs)، لعلاج حالة الإحباط التي يمكن أن يعاني منها المصاب.
التعايش مع متلازمة أسبرجر
يمكن القول إن معظم المصابين بالمتلازمة يعيشون بشكل جيد، ويستطيعون الانخراط والاستمتاع بالحياة، لكن قد يواجه بعضهم صعوبات في أداء بعض المهام، أو تعلم، أو اكتساب بعض المهارات اليومية،[١١] ولكن يمكن التغلب على هذه المشاكل من خلال اتباع العلاجات المذكورة أعلاه.[١٢]
ما الفرق بين مصاب أسبرجر والتوحد؟
ما يميز اضطراب أسبرجر عن التوحد هو أعراضه الأقل حدة وغياب التأخر اللغوي، فقد يتأثر الأطفال المصابون باضطراب أسبرجر بشكل خفيف فقط، وغالبًا ما يكون لديهم مهارات لغوية ومعرفية جيدة، فبالنسبة للشخص العادي، قد يبدو الطفل المصاب باضطراب أسبرجر وكأنه طفل يتصرف بشكل مختلف لا أكثر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب Darla Burke (10/5/2019), "Asperger’s Syndrome", healthline, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ↑ "Asperger's Syndrome", nationwidechildrens, Retrieved 15/11/2021. Edited.
- ^ أ ب Adam Felman (20/12/2017), "What to know about Asperger's syndrome", medicalnewstoday, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "What Are the Characteristics and Symptoms of a Person With Asperger's?", medicinenet, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Asperger’s Syndrome", autism-society, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ↑ "Asperger’s Syndrome: What Are the Signs and Symptoms of the Disorder?", everydayhealth, Retrieved 15/11/2021. Edited.
- ↑ "What Is Asperger Syndrome?", autismspeaks, Retrieved 15/11/2021. Edited.
- ↑ Jean Stern, "How to Handle Meltdowns", aane, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ↑ "How To: Understanding Loneliness in Children with Asperger’s", woodburnpediatri, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Asperger’s Symptoms in Adults", healthline, Retrieved 15/11/2021. Edited.
- ↑ "Asperger Syndrome", nrshealthcare, Retrieved 29/10/2021. Edited.
- ↑ "What is Asperger’s syndrome?", familydoctor, 13/6/2019, Retrieved 29/10/2021. Edited.