يُعاني المُصاب بمتلازمة عصب القلب الحساس، أو الإغماء الوعائي المُبهم (Vasovagal Syncope)، أو الإغماء العصبي القلبي (Neurocardiogenic Syncope) من فقدانٍ مؤقتٍ للوعي ناتج عن رد فعل وعائي مُبهمي عصبي، ويحدث إما نتيجةً لتمدد مفاجئ للأوعية الدموية في الساقين، أو تباطؤ معدل ضربات القلب أو كليهما.[١][٢]



أعراض متلازمة عصب القلب الحساس

يمكن أن يكون فقدان الوعي المرافق للإغماء الوعائي المُبهم مفاجئًا تمامًا، أو قد يسبقه بضع ثوانٍ أو دقائق من الأعراض التحذيرية التي يُشار إليها أحيانًا على أنّها مقدمة أو بادرة للإغماء، أما الأعراض التي تحدث بعد الإفاقة من الإغماء فتُسمى بأعراض ما بعد النوبة،[٣] وفيما يلي توضيحًا للأعراض كلًا على حدة:




الإغماء الوعائي المُبهم أكثر أنواع الإغماء شيوعًا؛ فحوالي 2 من كل 5 أشخاص يُغمى عليهم في وقتٍ ما من حياتهم.




الأعراض البادرة

يمكن أن تشمل الأعراض البادرية لمتلازمة عصب القلب الحساس ما يلي:

  • شحوب الجلد.[٤]
  • الدوار.[٤]
  • تضيّق في مجال الرؤية بحيث يرى المُصاب فقط ما هو أمامه.[٤]
  • الغثيان.[٤]
  • الشعور بالحرارة.[٤]
  • التّعرق البارد.[٤]
  • الرؤية المشوشة وغير الواضحة.[٤]
  • يتبع الأعراض البادرة ظهور المصاب بمظهر شاحب قبل أن يفقد وعيه، ويمكن أن يتراوح الوقت بين ظهور الأعراض البادرية والإغماء الفعّلي من بضع دقائق إلى ثانية أو ثانيتين فقط.[٥]




تنويه: إذا شعرت أنك ستصاب بالإغماء فقد تتمكن من إيقاف النوبة بالاستلقاء مع رفع قدميك، أو الجلوس على كرسي ووضع رأسك بين ركبتيك، وعليك البقاء على إحدى الوضعيتين حتى تشعر بالتحسن قبل محاولة الوقوف مرةً أخرى.




خصائص ومميزات النوبة

تتميز نوبة الإغماء الوعائي المُبهم بعدة سمات وخصائص، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٦]

  • تحدث دائمًا أثناء الوقوف أو الجلوس؛ وذلك لأن الدم في الجسم يتدفق بشكلٍ غير متناسب إلى الساقين، مما يتسبب في انخفاض ​​ضغط الدم، ويكاد الإغماء لا يحدث أبدًا أثناء الاستلقاء.
  • عادةً ما يستعيد الأشخاص المصابون بالإغماء الوعائي المُبهم وعيهم بعد ثوانٍ قليلةٍ من السقوط.
  • إذا حاول شخصٌ ما أن يوقف المصاب أثناء الإغماء الوعائي المُبهم فإن وضعية الوقوف يمكن أن تُطيل من مدة نوبة الإغماء لديه، ومن المحتمل أن يكون ذلك موقفًا خطيرًا لأنه يمنع تدفق الدم الكافي إلى الرأس.




تحذير: إذا رأيت شخصًا فاقدًا لوعيه فعليك وضعه على ظهره، ورفع ساقيه فوق مستوى قلبه، وفك أي حزام أو ياقة أو ملابس ضيّقة، ثم اطلب المساعدة الطبية المتخصصة على الفور.




أعراض ما بعد النوبة

بعد انقضاء نوبة الإغماء الوعائي المُبهم يشعر الكثيرون بالفزع لبضع ساعات وأحيانًا لأيام أو أكثر، وتتميز فترة ما بعد النوبة بالإرهاق الشديد، والغثيان، والدوخة، وفقدان الشهية، ومن المهم بشكلٍ خاص ملاحظة أنه إلى أن تختفي هذه الأعراض المزمنة يكون الأشخاص عُرضةً للإغماء مرةً أخرى، لذا يحتاجون إلى تجنّب القيادة، أو تسلّق السلالم، أو ممارسة الأنشطة الخطرة الأخرى، بالإضافة إلى أن يكونوا متيقظين للعلامات التحذيرية لنوبة إغماءٍ أخرى.[٦]




عادةً ما يبدأ التعافي بعد نوبة الإغماء الوعائي المُبهم في أقل من دقيقة، ومع ذلك إذا وقف المصاب بالنوبة في وقتٍ مبكرٍ جدًا بعد الإغماء؛ أي في غضون حوالي 15 - 30 دقيقة فسيكون مُعرّضًا لخطر الإغماء مرةً أخرى.




ماذا عن نوبة الإغماء المتكررة؟

غالبًا ما يتعرّف الأشخاص الذين عانوا من نوبة أو نوبتين من الإغماء الوعائي المُبهم على العلامات التحذيرية لها، ويمكن في كثيرٍ من الأحيان منع حدوث النوبة من خلال الاستلقاء ورفع الساقين، في المقابل فإن محاولة محاربة نوبة وشيكة من الإغماء الوعائي المُبهم عن طريق إجبار النفس على البقاء واقفًا أو الجلوس وتهيئة النفس لعدم الإغماء تقريبًا لن تنجح بشكلٍ جيدٍ أبدًا، ومن الجدير بالذكر أن كبار السن المصابين بالإغماء الوعائي المُبهم هم أكثر عُرضة للإصابة بالإغماء غير النمطي دون وجود أي مُحفز يمكن تحديده، وكذلك دون وجود أي أعراض تحذيرية، وعمومًا فإن الإغماء الوعائي المُبهم لا يُهدد الحياة، ولكن الإصابات الناتجة عن السقوط قد تكون خطيرة نوعًا ما، وإذا تكررت النوبات فقد تكون هذه الحالة مُدمرة تمامًا للحياة الطبيعية،[٧][٨] وتشمل الأعراض الأكثر إثارةً للقلق والتي تُشير إلى أن الانهيار وليس مجرد إغماءٍ بسيطٍ ما يلي:[٨]

  • ألم في الصدر، أو ضيق شديد في التنفس، أو صداع شديد قبل الإغماء.
  • يُصبح الشخص أكثر صلابةً وتشنّجًا مباشرةً قبل الانهيار.
  • عدم القدرة على التنفس، أو تحوّل لون الشخص إلى اللون الأزرق أثناء فقدان الوعي.
  • فقدان الوعي المستمر الذي يدوم لأكثر من 5 - 10 دقائق بمجرد الاستلقاء.




تحتاج الأعراض المذكورة أعلاه إلى استدعاء الطوارئ فورًا.




دواعي زيارة الطبيب

يجب مُراجعة الطبيب على الفور فيما يتعلق بالإغماء الوعائي المُبهم إذا عانى المصاب من أيًا مما يلي:[٥]

  • حدوث نوبة الإغماء لأول مرة.
  • إذا كانت المصابة التي شُخّصت فعليًا بالإغماء الوعائي المُبهم حاملًا.
  • تكرار حدوث نوبات الإغماء.
  • وجود مجموعة من الأعراض قبل أو بعد الإغماء كعدم وضوح الرؤية، ومشاكل في السمع، وألم في الصدر، والارتباك، وصعوبة في الكلام، وضيق في التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، وحركات لا إرادية للجسم.

المراجع

  1. "The management of vasovagal syncope ", QJM/ An International Journal of Medicine, 23/6/2016, Issue 12, Folder 109, Page 767-773. Edited.
  2. syncope (common faints) - Royal Brompton Hospital - April 2017.pdf "Vasovagal syncope (common faints)", Royal Brompton Harefield NHS, 4/2017, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  3. "Neurocardiogenic syncope", BMJ, 7/8/2004, Issue 7461, Folder 329, Page 336-341. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Vasovagal syncope", mayoclinic, 19/2/2021, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Jenna Fletcher (3/1/2020), "What to know about vasovagal syncope", medicalnewstoday, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Richard N. Fogoros (24/10/2021), "What Is Vasovagal Syncope: Overview and More", verywellhealth, Retrieved 26/10/2021. Edited.
  7. "CLINICAL PERSPECTIVES: Management strategies for recurrent vasovagal syncope", Internal Medicine Journal, 18/8/2010, Issue 8, Folder 40, Page 554-560. Edited.
  8. ^ أ ب "Faints (Vasovagal syncope)", James Paget University Hospitals NHS Foundation Trust, Retrieved 26/10/2021. Edited.